اختبار صاروخ الأمريكي Minuteman III

  آخر أخبار اليوم حول التصعيد النووي بين واشنطن وموسكو وإعلان بوتين الرد على الاختبارات الأمريكية

اختبار صاروخ الأمريكي  Minuteman III
 اختبار صاروخ الأمريكي  Minuteman III

في إطار التوتر المتصاعد على الساحة الدولية، كشف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الإدارة الأمريكية قامت بإخطار روسيا بنيتها إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز Minuteman III قبل اختباره مباشرة يوم الأربعاء. وأوضح بيسكوف، في تصريحات أدلى بها للصحفيين بعد ساعات من عملية الإطلاق، أن هذا الصاروخ ينتمي إلى فئة الأسلحة التي يجب الإعلان عنها مسبقًا قبل اختبارها وفقًا للأنظمة والاتفاقيات الدولية المعمول بها، مشيرًا إلى أن الجانب الروسي يلتزم بنفس الإجراء ويقوم بإخطار الأطراف الأخرى عند إجراء اختبارات مماثلة. هذا التصريح يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين القوتين العظميين توترًا ملحوظًا في المجال العسكري والاستراتيجي، خاصة مع تبادل الاتهامات حول شتى الملفات الأمنية. وأضاف المتحدث باسم الكرملين، في محاولة لتأكيد موقف بلاده، أن روسيا "لا تشارك في أي سباق تسلح"، لكنها مع ذلك تواصل وبشكل منهجي تطوير ترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية منذ سنوات طويلة، بما يتوافق مع رؤيتها الأمنية طويلة الأجل، وزعم بأن موسكو تمتلك حاليًا "أحدث ترسانة نووية ثلاثية في العالم"، في إشارة إلى قدراتها البرية والبحرية والجوية.


من جانبها، أعلنت القوات الجوية الأمريكية، في بيان رسمي صدر الأربعاء، عن نجاحها في اختبار إطلاق صاروخ Minuteman III عابر للقارات غير مسلح من قاعدة فاندنبرغ للقوات الفضائية. هذا الصاروخ، الذي يُعد عماد القوة النووية البرية للولايات المتحدة، يتمتع بقدرة هائلة على حمل رأس حربي نووي واحد تبلغ قوته التدميرية ما يعادل أكثر من 300 كيلوطن من مادة تي إن تي، وهي طاقة تفجيرية هائلة تتجاوز قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما اليابانية بنحو عشرين ضعفًا. هذا الاختبار لم يأتِ من فراغ، بل يأتي في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأسبوع الماضي، حيث أمر وزارة الدفاع (البنتاجون) ببدء الاستعدادات لاستئناف الاختبارات النووية، مدعيًا أن الولايات المتحدة هي "الدولة الوحيدة التي لا تختبر" أسلحتها النووية. واتهم ترامب، بدون تقديم أدلة علنية، كلاً من روسيا والصين بإجراء تفجيرات نووية "سرية"، وهو الاتهام الذي نفته موسكو وبكين على الفور وبشكل قاطع، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد على المشهد الجيوسياسي الحالي.

ردًا على هذه التطورات الأمريكية السريعة، دخل الجانب الروسي على خط المواجهة اللفظية بمستوى عالٍ من الحزم. ففي اجتماع لمجلس الوزراء الروسي يوم الأربعاء نفسه، أخطر وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، الرئيس فلاديمير بوتين بأن موسكو "يجب أن ترد على خطوات واشنطن"، مقترحًا البدء فورًا في "الاستعداد لإجراء اختبارات نووية كاملة النطاق". هذا الاقتراح يمثل تصعيدًا كبيرًا في الخطاب الروسي ويُعتبر تحولاً محتملاً في السياسة الدفاعية للبلاد. ومع ذلك، فقد أظهر الرئيس بوتين، وهو يُعتبر لاعباً محنكاً في الشؤون الدولية، درجة من الحذر عندما لفت إلى التزام روسيا الثابت ببنود معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وهي اتفاقية دولية مهمة تهدف إلى منع جميع التفجيرات النووية التجريبية. لم يغلق بوتين الباب كليًا أمام هذا الخيار، بل قام بتوضيح الموقف الروسي بشكل دبلوماسي حاسم، مشيرًا إلى أن بلاده ستظل ملتزمة بالمعاهدة طالما التزمت الأطراف الأخرى بها، لكنه حذر في الوقت ذاته من أنه "إذا قامت الولايات المتحدة أو دول أخرى طرف في المعاهدة ذات الصلة بإجراء مثل هذه الاختبارات، فإن روسيا ستكون مطالبة أيضًا باتخاذ إجراءات ردعية مناسبة"، مما يضع كرة التصعيد في الملعب الأمريكي بشكل واضح.


في الختام، تشكل آخر أخبار اليوم حول اختبار الصاروخ الأمريكي والرد الروسي عليه مشهدًا خطيرًا يعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة، حيث تتصاعد حدة الخطاب العسكري بين العملاقين النوويين وسط اتهامات متبادلة وغياب للثقة. إن التصريحات المتبادلة من موسكو وواشنطن، بدءًا من الإخطار المسبق للاختبار ومرورًا بالادعاءات حول الاختبارات السرية ووصولاً إلى التهديدات الضمنية باستئناف التجارب النووية، كلها مؤشرات على حالة من عدم الاستقرار الإستراتيجي التي قد تخرج عن السيطرة إذا لم يتم احتواؤها عبر قنوات دبلوماسية فعالة. إن تمسك بوتين العلني بالمعاهدة الدولية، رغم الضغوط الداخلية للرد، يترك نافذة أمل للتهدئة، لكنه في نفس الوقت يرسل رسالة واضحة مفادها أن روسيا لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا قررت واشنطن كسر القواعد. مستقبل الأمن النووي العالمي أصبح معلقًا على الخطوات التالية للولايات المتحدة وما إذا ستختار طريق التصعيد أم الحوار.


المراسل آخر أخبار اليوم حول العالم و أبرز الأخبار العالمية والمحلية العاجلة من قلب الأحداث. المراسل العسكري : نحن نغطي التطورات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، ونوفر محتوى موثوقًا ومحدثًا باستمرار يشمل أخبار الجيش، الأسلحة، العمليات العسكرية، النزاعات، الدفاع، والأمن القومي. إذا كنت من المهتمين بالشؤون العسكرية أو باحثًا عن مصدر موثوق للأخبار العسكرية والتحليلات الدفاعية، فإن "المراسل العسكري" هو وجهتك الأفضل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم