تصعيد سباق التسلح , آخر أخبار اليوم عن توجيهات بوتين وردّ بيلوسوف بشأن التجارب النووية
![]() |
| هل تستعد روسيا لاختبارات نووية ؟ |
في اجتماع حكومي عُقد يوم الأربعاء، قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف للرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو «يجب أن تردّ على خطوات واشنطن بما يضمن أمن روسيا»، مؤكدًا أن «من المناسب البدء فورًا في التحضير لاختبارات نووية شاملة». وردّ بوتين بتكرار الموقف الروسي المعروف: الالتزام بـ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية طالما لم تنتهك الدول الأخرى الاتفاق، لكنه شدد أيضًا على أنه إذا أجرت الولايات المتحدة أو أي دولة طرف في المعاهدة مثل هذه التجارب، فستضطر موسكو لاتخاذ إجراءات مماثلة. كما وجّه الرئيس الهيئات المعنية — وعلى رأسها وزارتي الخارجية والدفاع — بجمع وتحليل المعلومات حول أي خطط أمريكية لاستئناف التجارب النووية وتقديم مقترحات حول «إمكان الشروع في أعمال التحضير للاختبارات» عند الضرورة. تأتي هذه التصريحات ضمن سياق سياسي وعسكري شديد الحساسية، وتتزامن مع مراقبة دولية دقيقة لأي مؤشر على تراجع الالتزام العالمي بوقف التفجيرات النووية، وهو ملف يتصدر آخر أخبار اليوم على أجندة الأمن الدولي.
وخلفية هذا التصعيد تعود إلى تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر أكتوبر، حيث أعلن أنه وجّه «وزارة الحرب» لبدء اختبار الأسلحة النووية «على أساس مماثل» لما تقوم به دول أخرى، مؤكدًا أن العملية «ستبدأ فورًا». ورغم أن التسمية الرسمية للجهة الأمريكية المختصة هي وزارة الدفاع، فقد استُخدم تعبير «وزارة الحرب» حرفيًا في منشور ترامب، ما أثار جدلًا واسعًا حول طبيعة الاختبارات المقصودة: هل هي تفجيرات نووية كاملة أم تجارب دون عتبة التفجير (مثل الاختبارات تحت الحرجة) أو تجارب طيران لصواريخ قادرة نوويًا؟ في المقابل، نفت موسكو وبكين الاتهامات بإجراء تفجيرات نووية «سرًّا»، فيما طالب الكرملين بتوضيحات رسمية من واشنطن لفهم المقصود بدقة والتأكد من عدم المساس بتوازن الردع، وهو ما يعكسه تصريح المتحدث دميتري بيسكوف بأن روسيا لا تزال تنتظر الإيضاحات لأن «لا روسيا ولا الصين استأنفتا أي اختبارات نووية». هذه السجالات رفعت منسوب التوتر، وأدخلت سباق التسلح إلى واجهة آخر أخبار اليوم وتغذّيها الاتهامات المتبادلة.
في المشهد نفسه، تتضارب الروايات الأمريكية الداخلية؛ فبينما يروّج مؤيدون لترامب لفكرة أن خصوم واشنطن يجرون اختبارات تتجاوز «الصفر عتبة»، يحذّر خبراء ضبط التسلح من أن أي تفجير نووي معلن سيقوّض نظام الحظر القائم منذ التسعينيات، خاصة وأن الولايات المتحدة والصين لم تصدّقا بعدُ على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (في حين أن روسيا انسحبت من التصديق عام 2023 مع قولها إنها ستلتزم بالمعاهدة طالما التزم الآخرون). في المقابل، يشدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي على أنه لا توجد لدى الوكالة دلائل علنية على وقوع تفجيرات نووية من الجانب الروسي أو الصيني مؤخرًا، داعيًا إلى تغليب الدبلوماسية ومنع الانزلاق إلى اختبارات فعلية تُعيد العالم إلى مشاهد «السحب الفطرية» في السماء، وتفتح الباب أمام سباق تسلح نوويٍّ أكثر كلفةً وخطرًا. هذه التصريحات والردود المتعاقبة تُظهر أن ملف التجارب النووية لم يعد نقاشًا تقنيًا بين مختبرات، بل عنوانًا سياسيًا ثقيلًا تُبنى عليه حسابات الردع وتحالفات الأمن القومي، ويتصدّر صفحات آخر أخبار اليوم في كبريات الصحف العالمية.
عمليًا، توجيه بوتين للوزارات المعنية بإعداد تصوّرات لسيناريو «الاستعداد للاختبارات» — وهو توجيه مشروط بإقدام آخرين على الاختبار — يهدف إلى تحقيق توازن رسائلي: إظهار الجاهزية دون خرق فوري لالتزامات روسيا المُعلَنة، وإبقاء باب الرد بالمثل مفتوحًا إذا تطلبت معادلة الردع ذلك. وبالنسبة لـ الولايات المتحدة، فإن أي تحرّك فعلي نحو تفجيرات نووية سيصطدم ليس فقط بالانتقادات الدولية، بل أيضًا بنقاش تقني داخلي قديم حول جدوى التفجير الحقيقي مقابل برامج الصيانة المتقدمة للمخزون باستخدام المحاكاة الحاسوبية والاختبارات دون الحرجة. وبين هذه وتلك، يبقى السؤال: هل ندخل مرحلة كسر محرّمات عقود من الضبط والردع المتبادل، أم أن الطرفين يستخدمان لغة «التحضير» كورقة ضغط سياسية؟ الإجابة ستتضح مع ما ستسفر عنه الإيضاحات الأمريكية المنتظرة، ومع ما إذا كانت خطوات واشنطن ستتجاوز نطاق التصريحات إلى إجراءات اختبارية ملموسة، وهو ما ستتابعه العيون عن كثب ضمن آخر أخبار اليوم في الأسابيع المقبلة.
تداعيات استئناف التجارب على الاستقرار العالمي
أي عودة لتفجيرات نووية ستعيد تشكيل بيئة الردع، وقد تُطلق موجات سباق تسلح جديدة وتضغط على معاهدات قائمة، ما ينعكس على السياسات الدفاعية والتحالفات وأمن الطاقة والاقتصاد العالمي.
ارتفاع المخاطر الإستراتيجية على خطوط التماس.
ضغوط على معاهدات قائمة وتراجع الثقة.
استنزاف مالي لتحديث الترسانات.
توترات دبلوماسية وعقوبات محتملة.
تأثيرات رأي عام وحملات انتخابية.
رغم قتامة السيناريو، لا يزال الباب مفتوحًا لاتفاقات تهدئة وضوابط تقنية، خصوصًا إذا رافقت التهديدات قنوات اتصال نشطة تمنع سوء الفهم وتُبقي التفجيرات ضمن الخطوط الحمراء.
المراسل آخر أخبار اليوم حول العالم و أبرز الأخبار العالمية والمحلية العاجلة من قلب الأحداث. المراسل العسكري : نحن نغطي التطورات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، ونوفر محتوى موثوقًا ومحدثًا باستمرار يشمل أخبار الجيش، الأسلحة، العمليات العسكرية، النزاعات، الدفاع، والأمن القومي. إذا كنت من المهتمين بالشؤون العسكرية أو باحثًا عن مصدر موثوق للأخبار العسكرية والتحليلات الدفاعية، فإن "المراسل العسكري" هو وجهتك الأفضل.
