سباق التسلح العالمي

 آخر أخبار اليوم: حلف الناتو يدعو إلى تعزيز الإنتاج العسكري استعدادًا لمواجهة مطولة مع روسيا والصين


سباق التسلح العالمي
سباق التسلح العالمي

في تصريحات تعكس تصعيدًا غير مسبوق في الخطاب الغربي، حذر الأمين العام لحلف الناتو، مارك رووت، من أن الدول الأعضاء في الحلف يجب أن تعزز إنتاجها العسكري على وجه السرعة لتكون مستعدة لمواجهة مطولة مع ما وصفه بـ "محور الممانعة" المتمثل في روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. وجاءت هذه التصريحات خلال كلمته في منتدى الناتو الصناعي في بوخارست، حيث خاطب رووت كبار مسؤولي شركات الدفاع الغربية في رسالة واضحة مفادها أن "هناك المزيد من الأموال على الطاولة، والكثير منها في الطريق" ضمن مسعى الحلف لإعادة التسلح. هذه التصريحات ليست مجرد خطاب روتيني، بل هي انعكاس لاستراتيجية جديدة يستعد لها الغرب، وتُعد من أبرز عناوين آخر أخبار اليوم على الساحة الجيوسياسية. لقد أصبح السباق نحو تعزيز القدرات الدفاعية هو السمة الأبرز للمرحلة القادمة، حيث يسعى الحلف إلى سد الفجوة بين التزاماته المالية والوقت الفعلي اللازم لتحويل هذه الأموال إلى معدات وقدرات عسكرية حقيقية على الأرض.

وردًا على هذه الاتهامات، سارعت موسكو إلى رفض هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، معتبرة أنها مجذر تمويهي تستخدمه السياسيون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لترهيب الشعوب وتبرير الزيادات الهائلة في الإنفاق العسكري. وشددت الخارجية الروسية على أن الناتو، من خلال تدخله المتزايد في أوكرانيا، كان عاملاً أساسيًا في تصعيد النزاع في عام 2022، وليس سياسات موسكو. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، رووت بتوضيح ماهية هذه "القواعد العالمية" التي يتحدث عنها ونشر "قائمتها الكاملة" على موقع الحلف على الإنترنت، في سؤال استنكاري يسلط الضوء على ازدواجية المعايير التي تتبعها الدول الغربية. هذا السؤال يضع الناتو في موقف محرج، فهو إما أن يعترف بأن هذه القواعد هي مجرد انعكاس لمصالحه الخاصة، أو أن يفشل في تقديم تعريف واضح وعادل لها، مما يفقد خطابه مصداقيته أمام الرأي العام العالمي.

ولم يتوقف خطاب رووت عند حدود التهديد الروسي، بل وسع نطاقه ليشمل تحذيرًا واضحًا من تحالف استراتيجي جديد في طور التكوين. حيث أشار إلى أن روسيا ليست وحدها في جهودها لتقويض ما يسمى بالقواعد العالمية، بل إنها تعمل بالتعاون مع الصين وكوريا الشمالية وإيران ودول أخرى، مؤكدًا أن هذا التحالف يعزز تعاونه الصناعي الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة ويستعد لمواجهة طويلة الأمد مع الغرب. هذا التصريح يحمل رسالة مزدوجة؛ فهو من نهاية يحاول تصوير الغرب كطرف يدافع عن نظام عالمي، ومن ناحية أخرى يبرر سياسات التوسع العسكري والتشديد على الحلفاء لزيادة ميزانيات الدفاع. إن تصوير الخصوم على أنهم كتلة موحدة هو في حد ذاته أداة لتعزيز التماسك الداخلي لحلف الناتو وخلق عدو مشترك يبرر وجود الحلف واستنزاف الموارد في سباق تسلح قد لا يكون له نهاية.

وفي النهاية، يكمن التحدي الحقيقي الذي حاول رووت التركيز عليه في الجانب العملي؛ فالمهلة الزمنية ضيقة. فالتعهد الذي قطعه أعضاء الناتو برفع الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، والتطلع إلى 5% بحلول عام 2035، هو مجرد بداية. وكما قال رووت بوضوح: "الأموال وحدها لا تستطيع توفير الأمن. نحن بحاجة إلى القدرات. نحن بحاجة إلى المعدات، والقوة النارية الحقيقية، وبالطبع... أحدث التقنيات". هذا يضع كرة الإنتاج في ملعب الصناعة الدفاعية، مطالبًا إياها بزيادة الإنتاج وتقصير أوقات التسليم بشكل جذري. السؤال الذي يظل معلقًا هو: هل تستطيع الشركات الصناعية الغربية، ببطئها البيروقراطي وتعقيدات سلاسل التوريد، منافسة السرعة والمرونة التي تظهرها الدول التي يحذر منها الحلف؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد ميزان القوى في العالم للعقود القادمة، وجميع الأنظار تتجه الآن إلى آخر أخبار اليوم من المصانع ومراكز البحث والتطوير أكثر من توجهها إلى ساحات المعارك التقليدية.

في الختام، تؤكد تصريحات قادة الناتو أن العالم يدخل مرحلة جديدة من التنافس الاستراتيجي، حيث يحل لغة التسلح والاستعداد للمواجهة الطويلة محل دبلوماسية التعاون. الخطاب ليس مجرد رد فعل على الحرب في أوكرانيا، بل هو اعتراف بتحول جيوسياسي أعمق، تقوده تحالفات جديدة وتقنيات متطورة، يجعل السباق نحو التفوق العسكري هو السمة الأساسية للعلاقات الدولية في المستقبل المنظور.

المراسل آخر أخبار اليوم حول العالم و أبرز الأخبار العالمية والمحلية العاجلة من قلب الأحداث. المراسل العسكري : نحن نغطي التطورات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، ونوفر محتوى موثوقًا ومحدثًا باستمرار يشمل أخبار الجيش، الأسلحة، العمليات العسكرية، النزاعات، الدفاع، والأمن القومي. إذا كنت من المهتمين بالشؤون العسكرية أو باحثًا عن مصدر موثوق للأخبار العسكرية والتحليلات الدفاعية، فإن "المراسل العسكري" هو وجهتك الأفضل.


ما هي الدول التي حددها الناتو كتهديد في تصريحات رووت الأخيرة؟

 حدد مارك رووت روسيا، الصين، إيران، وكوريا الشمالية كدول تشكل تحديًا للقواعد العالمية وتتعاون عسكريًا بشكل غير مسبوق.

ما هو الهدف الجديد للإنفاق العسكري الذي يتطلع إليه حلف الناتو؟
يتطلع أعضاء الناتو إلى رفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي كحد أدنى، مع وجود نقاشات حول السعي لتحقيق 5% بحلول عام 2035.

كيف ردت روسيا على اتهامات الناتو؟
نفت روسيا بشدة وجود أي نوايا عدوانية تجاه الحلف، واعتبرت هذه الاتهامات تبريرًا لزيادة الإنفاق العسكري الغربي، وطالبت بتوضيح ماهية "القواعد العالمية" المزعومة.

لماذا يعتبر الناتو أن التحدي من روسيا وحلفائها طويل الأمد؟
يعتقد الناتو أن هذه الدول تستعد لمواجهة طويلة الأمد مع الغرب، وتعزز من تعاونها في مجال الصناعات الدفاعية والتقنيات المتقدمة، مما يتطلب استعدادًا مماثلاً من الحلف.


إرسال تعليق

أحدث أقدم