ترامب يُوسّع الوجود الفيدرالي في المدن

المراسل العسكري يكشف تفاصيل خطة إدارة ترامب لإرسال وكلاء الدوريات الحدودية إلى شارلوت ونيو أورلينز وتكثيف العمليات الأمنية الفيدرالية في شيكاغو، وما يعنيه ذلك لسكان هذه المدن من تداعيات قانونية واجتماعية

ترامب يُوسّع الوجود الفيدرالي في المدن
ترامب يُوسّع الوجود الفيدرالي في المدن

نقل مراسل صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير حصري نُشر يوم الثلاثاء، عن مسؤولين كبار في وزارة الأمن الداخلي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعكف على وضع اللمسات الأخيرة لخطة غير مسبوقة تقضي بإرسال مئات من وكلاء الدوريات الحدودية إلى مدينتي شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية ونيو أورلينز بولاية لويزيانا، في إطار حملة موسعة لفرض الوجود الفيدرالي داخل المدن الأميركية التي تصفها الإدارة بأنها تعاني من «انفلات أمني». ويشار إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أسابيع من العمليات المكثفة التي نُفذت في ضواحي شيكاغو، حيث اعتقلت فرق التدخل السريع التابعة للدوريات الحدودية أكثر من أربعة آلاف شخص، وفقًا لإحصائية غير منشورة اطلع عليها المراسل، بينهم موقوفون بتهم الهجرة غير الشرعية وآخرون مطلوبون بتهم جنائية، ما أثار موجة من الاحتجاجات المدنية ودعاوى قضائية تتهم الوكلاء الفيدراليين باستخدام القوة المفرطة. وقد أكدت مصادر مطلعة أن الانتشار المرتقب في شارلوت سيركز في البداية على الأحياء الشمالية الغربية التي تشهد معدلات جريمة مرتفعة، بينما سيتمركز الوجود الفيدرالي في نيو أورلينز حول منطقة الفرنسية كوارتر وشارع بوربون السياحي، حيث سجلت الشرطة المحلية مؤخرًا تزايدًا في عمليات السطو المسلح. وقد طلب حاكم لويزيانا الجمهوري جيف لاندري من البيت الأبيض تعزيز التواجد العسكري أيضًا، عبر إعلان حالة الطوارئ الجزئية تمهيدًا لاستدعاء الحرس الوطني، في خطوة يراها منتقدون بمثابة «تسييس للجريمة» لخدمة أجندة انتخابية قبل أن تُعلن مراكز الاقتراع فتح أبوابها لانتخابات الكونغرس النصفية. ويُنتظر أن يبدأ العمليات الأمنية الفيدرالية رسميًا في شارلوت خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من ديسمبر، على أن يُعلن عنها في مؤتمر صحفي يحضره وزير الأمن الداخلي كريستي نولم، فيما لم يُحدد موعد نهائي لبدء الانتشار في نيو أورلينز، حيث ما زالت التفاصيل تُبحث مع عمدة المدينة الجمهوري الجديد. وقد رفضت تريشيا مكلافلين، مساعدة الوزير المكلفة بالاتصالات، الخوض في تفاصيل الخطة، مكتفية بالقول إن «وزارة الأمن الداخلي تنفذ قوانين الأمة يوميًا في كل بقعة من البلاد»، لكن المراسل أكد أن الوكلاء سيُزوّدون بصلاحيات واسعة تشمل إمكانية إيقاف المركبات وتفتيش الأشخاص دون حاجة إلى أمر قضائي مسبق في المناطق التي يُعلن فيها «نطاق عمليات خاص». ويُخشى أن يؤدي هذا التوسع إلى تصاعد التوتر بين السكان ذوي الأصول اللاتينية والسود، الذين يشكلون النسبة الأكبر في الأحياء المستهدفة، وبين القوات الفيدرالية، خصوصًا مع تكرار مشاهد استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي التي بثتها كاميرات الهواتف على نطاق واسع في شيكاغو، ووصفها قاضي اتحادي بأنها «تصرفات تُصدم الضمير».

المراسل العسكري يكشف تفاصيل خطة إدارة ترامب لإرسال وكلاء الدوريات الحدودية إلى شارلوت ونيو أورلينز وتكثيف العمليات الأمنية الفيدرالية في شيكاغو، وما يعنيه ذلك لسكان هذه المدن من تداعيات قانونية واجتماعية
المراسل العسكري يكشف تفاصيل خطة إدارة ترامب لإرسال وكلاء الدوريات الحدودية إلى شارلوت ونيو أورلينز وتكثيف العمليات الأمنية الفيدرالية في شيكاغو، وما يعنيه ذلك لسكان هذه المدن من تداعيات قانونية واجتماعية

وفي شيكاغو، حيث مضى أكثر من ستين يومًا على العمليات الأمنية الفيدرالية، لا تزال تداعيات قانونية كبيرة تلاحق الوكلاء، بعد أن أصدرت القاضية سارة إليس أمرًا قضائيًا طارئًا يُلزم عناصر الدوريات الحدودية بارتداء كاميرات جسدية خلال أي تدخل جماهيري، ومنعهم من استخدام أسلحة التفريق إلا بعد إعطاء إنذارًا صريحًا وإتاحة مهلة لا تقل عن خمس دقائق للتفرق. وقد اعتبرت المحكة أن الاستخدام السابق للقوة يُعد «خرقًا فاضحًا للتعديل الرابع»، في أول حكم من نوعه يُقيّد صلاحيات إنفاذ الهجرة داخل المدن. ومع ذلك، تشير إحصائيات غير رسمية، اطلع عليها المراسل، إلى أن عدد الاعتقالات ارتفع بنسبة 38٪ منذ صدور الحكم، ما يعكس تصميم الإدارة على المضي قدمًا بغض النظر عن الانتقادات. وقد أرسلت منظمات مدنية، بينها اتحاد الحريات المدنية في إلينوي، فرقًا من المراسلين والمُراقبين لتسجيل أي تجاوزات جديدة، فيما أعلنت كنائس ومنظمات مجتمع محلي عن إطلاق شبكة «مراقبون من أجل العدالة» التي تُعدّ أكبر حملة لتوثيق الانتهاكات الفيدرالية منذ حركة الحقوق المدنية في الستينيات. وفي شارلوت، بدأت مجموعات الناشطين بالفعل في تنظيم ورش تدريبية لإفهام السكان بحقوقهم القانونية عند التعامل مع وكلاء الدوريات الحدودية، بينما أعدّت نقابات المحامين برنامجًا مجانيًا لتقديم تمثيل قانوني فوري لأي شخص يُعتقل دون مذكرة. وفي نيو أورلينز، أطلق فنانو الهيب هوب حملة موسيقية بعنوان «لا للاحتلال الفيدرالي»، تهدف إلى جمع التبرعات لدعم العائلات المتأثرة، فيما تستعد جامعة تولين لعقد مؤتمر أكاديمي يبحث الآثار الاجتماعية للتواجد العسكري على الاقتصاد المحلي والسياحة، التي تُعدّ الشريان الحيوي للمدينة. ويُتوقع أن تُعلن شركات الطيران الكبرى عن تعديل جداول الرحلات خلال فترة الأعياد تفاديًا لتأخيرات محتملة نتيجة نقاط التفتيش الفيدرالية عند مداخل المطار. وعلى الصعيد السياسي، يُرجح أن يُستخدم ملف «الجريمة الحضرية» كورقة رابحة في الحملات الانتخابية المقبلة، إذ يسعى الحزب الجمهوري لتقديم نفسه «حامي القانون»، بينما يحاول الديمقراطيون التركيز على «الحقوق المدنية» و«إصلاح الشرطة»، ما يعني أن الوجود الفيدرالي سيبقى قضية ساخنة على جدول الأعمال الوطني لأشهر قادمة. ويخلص المراسل إلى أن التحدي الأكبر سيكون في كيفية موازنة الإدارة بين وعودها بـ«أميركا آمنة» والضغوط المتزايدة من القضاء والمجتمع المدني لضمان الشفافية والمساءلة، خاصة مع تزايد الشكاوى التي ترد إلى مكاتب المدعين العامين من ادعاءات تعسف واعتقال تعسفي، وهو ما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الدعاوى القضائية تُكلف الخزينة ملايين الدولارات كتعويضات، وتُرسم فيها معالم صراع قانوني طويل الأمد حول حدود السلطة الفيدرالية داخل المدن الأميركية.

المراسل آخر أخبار اليوم حول العالم و أبرز الأخبار العالمية والمحلية العاجلة من قلب الأحداث. المراسل العسكري : نحن نغطي التطورات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، ونوفر محتوى موثوقًا ومحدثًا باستمرار يشمل أخبار الجيش، الأسلحة، العمليات العسكرية، النزاعات، الدفاع، والأمن القومي. إذا كنت من المهتمين بالشؤون العسكرية أو باحثًا عن مصدر موثوق للأخبار العسكرية والتحليلات الدفاعية، فإن "المراسل العسكري" هو وجهتك الأفضل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم