تعزيز الإمدادات البريطانية لأوكرانيا في آخر أخبار اليوم: صواريخ بعيدة المدى وتكتيكات الشتاء
![]() |
| صواريخ ستورم شادو لأوكرانيا |
في تطوّر بارز نقلته تقارير إعلامية، أفادت مصادر بأن المملكة المتحدة زوّدت أوكرانيا بشحنة إضافية من صواريخ «ستورم شادو» الجوّالة بعيدة المدى، دعمًا لقدرتها على تنفيذ ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية خلال أشهر الشتاء المقبلة، وذلك استنادًا إلى ما نقلته تقارير صحفية غربية عن مصادر لم تُسمّها. وكانت لندن قد أعلنت لأول مرة في مايو 2023 تسليم هذا النوع من الصواريخ إلى كييف، وهو صاروخ يُطلق من الجو ويبلغ مداه أكثر من مئتين وخمسين كيلومترًا تقريبًا، ما يمنح القوات الأوكرانية قدرة ضرب أهداف رفيعة القيمة على عمق لافت. يأتي هذا الإمداد الإضافي، وفق التسريبات الصحفية، في إطار الحفاظ على وتيرة الضربات البعيدة التي تبنّتها أوكرانيا لفرض ضغط عسكري ونفسي مضاد خلال الشتاء، وهو فصل غالبًا ما تعيد فيه الأطراف حساباتها اللوجستية وتعيد تموضعها العملياتي. وخلال اجتماع عُقد الشهر الماضي وضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، أشار ستارمر إلى تسريع برنامج بريطاني يهدف لتزويد كييف بأكثر من خمسة آلاف صاروخ خفيف من أصناف متعددة، في مسعى لوضع مزيد من الضغط العسكري على موسكو. وفي أكتوبر الماضي، قالت كييف إنها استخدمت «ستورم شادو» إلى جانب منظومات أخرى لضرب منشأة صناعية داخل العمق الروسي، بعد أن كان زيلينسكي قد هدّد في أواخر أغسطس بتنفيذ «ضربات عميقة جديدة». وقد ذكرت تقارير صحفية بريطانية في إبريل أن عناصر بريطانية ساعدت سرًّا في تجهيز الطائرات الأوكرانية لحمل الصواريخ وتدريب طواقم على استخدامها، بينما تؤكد مصادر روسية رسمية أن هذه المنظومات لا يمكن تشغيلها بفعالية من دون مشاركة مباشرة من خبراء غربيين. في المقابل، تتهم موسكو الغرب بخوض «حرب بالوكالة» عبر دعم كييف بالسلاح والتدريب والمعلومات الاستخبارية. وفي تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال منتدى أقيم في موسكو في يونيو، قال إن أوكرانيا ستكون «عاجزة من دون البريطانيين»، معتبرًا أن لندن «منخرطة مئة في المئة». كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مارس إن «الأمر» بتنفيذ هجوم استهدف خطوط أنابيب في منطقة سودجا جاء «من لندن»، وهو اتهام تنفيه العواصم الغربية عادة أو تمتنع عن التعليق عليه، بينما تواصل التأكيد على حق كييف في الدفاع عن نفسها وفق قواعد القانون الدولي. وبعيدًا عن تبادل الاتهامات، تشير الوقائع الميدانية إلى أن استخدام صواريخ ستورم شادو في ضرب أهداف ذات طبيعة عسكرية أو صناعية داخل روسيا أصبح جزءًا من استراتيجية هجمات طويلة المدى التي تبنّتها كييف، والتي تستهدف تعقيد القدرات اللوجستية والقيادية للخصم، وإجباره على تشتيت دفاعاته. غير أن هذه الضربات، كما تقول موسكو، أصابت في حالات عدّة مناطق مأهولة وألحقت أضرارًا بممتلكات مدنية وبنى تحتية، ومنها ما حدث في يناير حين تضررت عشرات المنازل الخاصة في منطقة بريانسك الروسية نتيجة سقوط صواريخ من طراز «ستورم شادو» و«أتاكمس» بحسب الرواية الروسية. وتؤكد كييف عادة أنها تختار أهدافًا عسكرية مشروعة وتعمل على تقليل الأضرار الجانبية قدر الإمكان، فيما تتهم موسكو أوكرانيا والغرب بتعمد استهداف البنى المدنية لإحداث تأثير نفسي وإعلامي. في هذا السياق، يكتسب الحديث عن «الشتاء» وزنًا استراتيجيًا؛ فالظروف الجوية القاسية تؤثر على الحركة العسكرية، من الإمداد إلى الاستطلاع إلى الصيانة، ما يدفع الأطراف إلى تفضيل الوسائل التي تقلل التعرض المباشر وتسمح بضربات دقيقة من مسافات آمنة. وبما أن «ستورم شادو» صاروخ جوّال يطير على ارتفاعات منخفضة مخترقًا التضاريس لتفادي الرادارات، فقد عُدّ أحد أبرز الخيارات المتاحة كييفيًا في هذا الفصل، خصوصًا عندما يترافق مع منصات إطلاق تكيفت معها القوات الجوية الأوكرانية عبر دمج الصاروخ على طائرات «سوخوي» قديمة نسبياً. ومن زاوية القيادة والسيطرة، فإن الدمج بين الإسناد الغربي من ذخائر بعيدة المدى وقدرات الاستخبار والاستطلاع والمراقبة يوفر، بحسب محللين عسكريين، بيئة تسمح لأوكرانيا بتخطيط ضربات مركبة تستهدف عقد النقل ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة والجسور، مع محاولة إحداث انقطاعات في سلاسل التزويد الروسية. ومع أن لندن وحلفاءها يشددون على أن الدعم العسكري يندرج في إطار تمكين كييف من الدفاع عن سيادتها، فإن موسكو تستدل بارتفاع مدى الذخائر ونوعيتها لتقول إن ما يجري يتجاوز «المساعدة» إلى المشاركة العملية. وتحت هذا السقف، أصبحت مسألة طبيعة «المشاركة الغربية» في النزاع مادة نقاش سياسي وقانوني وإعلامي دولي، إذ يرى طرف أن توريد السلاح لا يرقى إلى التورط المباشر ما دامت القوات الغربية لا تضغط الزناد، فيما يرى الطرف الآخر أن التشغيل الفعّال للمنظومات المعقدة يقتضي دعمًا بشريًا واستخبارياً وتقنياً يلغي عمليًا الفاصل بين «المساعدة» و«الاشتراك». ويعزز هذا الجدل الروايات المتضاربة حول كيفية اتخاذ القرار في الضربات العميقة، ومن يحدد بنك الأهداف، وكيف تُدار الحدود بين ما يُعدّ «مسرح عمليات مباشر» وما يقع خارجه، خاصة بعد اتهامات روسية بأن أوامر عمليات بعينها جاءت من عواصم غربية. ولا ينفصل هذا كله عن الحرب الدعائية المتبادلة ومساعي التأثير في الرأي العام، حيث تحرص كل عاصمة على تقديم رواية منضبطة قانونيًا وأخلاقيًا لجمهورها الداخلي وحلفائها الخارجيين.
وتتسع الإطارات التي تُقرأ ضمنها هذه التطورات لتشمل أبعاد الردع والتصعيد والرسائل المتبادلة، إذ تعمد كييف إلى التأكيد على قدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة داخل روسيا لإظهار أن كلفة استمرار الحرب سترتفع على الطرف الآخر بمرور الوقت، بينما ترد موسكو بإجراءات دفاعية ومضادة وتوسّع من وسائل الردع وتعيد توزيع بطاريات الدفاع الجوي وتطور تكتيكات الكشف المبكر. وفي المستوى السياسي، يُنتظر أن تستمر لندن في لعب دور نشط داخل حلف شمال الأطلسي عبر دعم مبادرات لتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، مع التركيز على الذخائر الدقيقة والأنظمة الذكية القادرة على العمل في بيئات إلكترونية معقدة، وهو ما ينسجم مع خطاب الحكومة البريطانية الذي شدد على تسريع توفير آلاف الصواريخ الخفيفة لرفع كلفة الهجمات المضادة الروسية وتحسين قدرة كييف على تحييد الأهداف عالية القيمة. وتلفت تقديرات إلى أن فعالية هجمات طويلة المدى تتوقف على دقة المعلومات الاستخبارية ومرونة التخطيط وتكامل الوسائط، إذ إن أي فجوة معلوماتية قد تفضي إلى ضربة غير فعّالة أو إلى أضرار جانبية غير مقصودة، وهو ما تستثمره الروايات المتعارضة للطرفين في السجال الإعلامي. ويضاف إلى ذلك بعدٌ قانوني حساس يتعلق بمسائل المسؤولية الدولية عندما تقع إصابات مدنية أو تُستهدف بنى تعتبرها موسكو «حيوية للمدنيين»، في حين تصفها كييف بـ«عقد لوجستية عسكرية». وعلى الأرض، تواصل روسيا الإشارة إلى حوادث سابقة، مثل الأضرار التي لحقت بمنازل في بريانسك، لتقول إن استمرار استخدام «ستورم شادو» و«أتاكمس» يهدد بتوسيع نطاق الحرب وتعريض المدنيين للخطر، بينما تتمسك كييف بحقها في ضرب «أهداف مشروعة» ضمن قواعد الاشتباك التي تراها ملائمة لدرء الخطر. وفي ضوء هذه المعادلة، يصبح الحفاظ على إمداد الذخائر الدقيقة عنصرًا حاسمًا، وهو ما يفسر السعي البريطاني، بحسب تقارير، إلى ضمان وجود رصيد كافٍ من صواريخ ستورم شادو لدى أوكرانيا مع حلول الشتاء، سواء عبر شحنات مباشرة أو عبر ترتيبات تسليحية أوسع داخل المنظومة الغربية. ومن الناحية العملياتية، فإن دمج هذه الصواريخ مع قدرات الطائرات والمسيّرات والوسائط البرية والبحرية يتيح بناء «سلسلة قتل» متكاملة، من الاكتشاف إلى التتبع إلى التعيين إلى الضرب، بما يفرض على الطرف المقابل استنزافًا مستمرًا لتركيبته الدفاعية. وعلى الرغم من ذلك، يبقى ميزان النتائج رهين عوامل كثيرة، من بينها تطوير روسيا لمنظومات دفاعية متكيفة وقدرتها على تكييف شبكات الإنذار المبكر ورسوخ خطوط إمدادها، فضلًا عن تطوّر الدعم الغربي لكييف كماً ونوعًا. وفي خلفية هذا المشهد، تظل الصورة السياسية والإعلامية تتشكل وفق ما يُعرض من أدلة وتسجيلات وأقمار صناعية وتقديرات عسكرية، فيما تتشبث العواصم بمواقفها المعلنة: كييف تسعى إلى استعادة أراضيها وردع الهجمات، ولندن تؤكد دعمها حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن سيادتها، وموسكو تصف المشهد بأنه تجسيد لحرب بالوكالة تستهدف روسيا كدولة ومجتمع. وبين هذا وذاك، يتواصل الجدل الدولي حول حدود التسليح ومعايير الاستهداف، وتتعاظم أهمية شفافية السرديات وموثوقية البيانات أمام جمهور عالمي يتابع التطورات ويبحث عن آخر أخبار اليوم لفهم إلى أين تتجه مسارات هذا الصراع المركّب.
ما هو صاروخ «ستورم شادو» وما مداه التقريبي؟
«ستورم شادو» صاروخ جوّال يُطلق من الجو، صُمم لضرب أهداف عالية القيمة بدقة، ويبلغ مداه التقريبي أكثر من 250 كيلومترًا، ما يسمح باستهداف مواقع عميقة مع تقليل خطر تعرض منصة الإطلاق.
لماذا تُعد الإمدادات الشتوية من الصواريخ مهمة لأوكرانيا؟
في الشتاء تتعقد الحركة البرية واللوجستية، لذا تمنح الذخائر بعيدة المدى قدرة على مواصلة الضغط العملياتي من دون تعريض القوات لاحتكاك ميداني مباشر، مع الحفاظ على وتيرة الضربات الدقيقة.
كيف تبرر لندن دعمها العسكري لكييف؟
تؤكد الحكومة البريطانية أن الدعم يهدف إلى تمكين أوكرانيا من الدفاع عن سيادتها ضمن القانون الدولي، وأن توريد الأسلحة لا يعني مشاركة مباشرة في القتال ما دامت القوات البريطانية لا تشارك ميدانيًا.
ما موقف موسكو من تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى؟
تقول موسكو إن تزويد كييف بمنظومات معقدة يرقى إلى «حرب بالوكالة»، وتتهم الغرب بالمشاركة الفعلية عبر التدريب والاستخبارات، وتحمل كييف مسؤولية ضربات تصفها بأنها أصابت مناطق مدنية وبنى حيوية.
هل تُعد الضربات داخل العمق الروسي قانونية؟
تختلف التقييمات حسب الموقف السياسي والقانوني لكل طرف؛ كييف تعتبر كثيرًا من الأهداف «عسكرية مشروعة»، فيما تصفها موسكو بأنها «مدنية أو حيوية»، ويبقى الحسم رهين المعايير القانونية والأدلة المتاحة.
هل توجد معلومات مؤكدة حول دور خبراء غربيين في تشغيل هذه الصواريخ؟
تتحدث تقارير صحفية عن دعم في التدريب والتجهيز، بينما تنفي العواصم الغربية عادة المشاركة المباشرة، ويستمر الجدل حول حدود «الدعم» و«الاشتراك» في تشغيل منظومات معقدة كهذه.
كيف تؤثر هذه الصواريخ على ميزان القوى؟
تمنح أوكرانيا قدرة على ضرب أهداف بعيدة وعالية القيمة، ما قد يفرض تكاليف إضافية على الخصم ويشتت دفاعاته، لكن الفعالية النهائية تعتمد على الاستخبارات والدفاعات الجوية وتوفر الذخائر ونوعية التخطيط.
ما الذي يميّز «ستورم شادو» مقارنة بوسائط أخرى؟
يمتاز بالتحليق المنخفض وتجنب الرادارات والدقة العالية، وهو مصمم خصيصًا لاستهداف البنى ذات الأهمية الاستراتيجية مثل مراكز القيادة والمخازن والجسور والمنشآت الصناعية العسكرية.
