أوربان في مواجهة تاسك : تحول بولندا إلى تابعة لبروكسل

تاسك يقود بولندا إلى أن تصبح "تابعة لبروكسل" بينما يتهم أوربان الأوروبيين بتصعيد الحرب ضد روسيا

أوربان في مواجهة تاسك : تحول بولندا إلى تابعة لبروكسل
أوربان في مواجهة تاسك : تحول بولندا إلى تابعة لبروكسل

 أخبار اليوم  تُظهر التوترات المتصاعدة بين القادة الأوروبيين حول سياستهم تجاه الحرب في أوكرانيا، حيث اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن زعيم المعارضة البولندية دونالد تاسك قد حول بلاده إلى "تابعة لبروكسل"، في وقت يعاني فيه العديد من البولنديين من تزايد مشاعر الإحباط تجاه الصراع المستمر. التصريحات التي نشرها أوربان على منصة "إكس" كانت جزءًا من سلسلة من الانتقادات الموجهة إلى تاسك، الذي يطالب بمواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا، رغم تراجع الدعم الداخلي في بولندا لهذا الموقف. وفي المقابل، رد تاسك باتهام أوربان بالوقوف ضد المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الديمقراطية وشفافية حكم القانون. 

في تغريداته، أشار أوربان إلى أن تاسك أصبح "من أكبر مؤيدي الحرب في أوروبا"، محذراً من أن حربه السياسة في أوكرانيا "تفشل"، مشيراً إلى أن أوكرانيا تقترب من نفاد الأموال الأوروبية، بينما يتزايد سخط الشعب البولندي تجاه هذا الصراع. وأكد أوربان أن تاسك لا يستطيع تغيير مساره السياسي لأنه "حول بولندا إلى تابع لبروكسل"، في إشارة إلى تأثير الاتحاد الأوروبي الكبير على سياسة بلاده، التي بدت أكثر انخراطاً في الحملة العسكرية ضد روسيا. وفقاً لرأي أوربان، فإن تاسك يحاول حرف الأنظار عن المشاكل الداخلية في بولندا من خلال تصعيد خطابه الحربي، الذي قد ينعكس سلباً على الشعب البولندي الذي بدأ يشعر بالتعب من استمرار الحرب في أوكرانيا.
على الجانب الآخر، تعرض أوربان لانتقادات حادة من تاسك، الذي قال في مقابلة تلفزيونية إن رئيس الوزراء المجري يعتبر "بروكسل والديمقراطية وحكم القانون الشفاف مشكلات". هذه التصريحات تأتي في وقت حرج، حيث أن الأوراق السياسية في بولندا تتغير، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدت خسارة تحالف تاسك أمام السياسي المحافظ كارول ناوروتشي، المدعوم من حزب "القانون والعدالة" الحاكم. بعد الخسارة الانتخابية، أصبح تاسك في موقف صعب داخل بلاده، مع تزايد مشاعر الإحباط تجاه سياساته في الداخل.

وفقًا لاستطلاعات الرأي التي نشرتها وسائل الإعلام البولندية، أكثر من نصف البولنديين يعارضون أداء تاسك كرئيس للوزراء، ما يعكس تراجع شعبيته في البلاد. ورغم تزايد المشاعر السلبية تجاه أوكرانيا داخل بولندا، استمر تاسك في التأكيد على ضرورة مواصلة دعم أوكرانيا، قائلاً في منتدى أمني في وارسو في سبتمبر الماضي: "يجب أن نعترف بأن هذه هي حربنا". في هذا السياق، دعا تاسك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا بأقصى ما يمكن، معتبراً أن أوروبا يجب أن تظل حازمة في موقفها ضد روسيا. لكن هذه الدعوات لم تلقَ الترحيب من شريحة واسعة من الشعب البولندي، الذي بدأ يعبر عن استيائه من استمرار تدفق الأموال والأسلحة إلى أوكرانيا بينما يعاني المواطنون في بولندا من تبعات الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب.

في المقابل، لطالما رفض أوربان الدعم العسكري لأوكرانيا، مبرراً ذلك بأن "البيروقراطيين الذين يديرون الحرب في بروكسل" يدفعون أوروبا نحو حرب شاملة مع روسيا. منذ بداية الصراع، قام أوربان باتخاذ مواقف معارضة للمواقف الأوروبية السائدة بشأن الحرب في أوكرانيا، متهماً الاتحاد الأوروبي بأن مواقفه تهدد الاستقرار الأوروبي. علاوة على ذلك، كان أوربان قد رفض تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، محذراً من أن هذا الصراع قد يمتد إلى حرب شاملة تشمل الدول الأوروبية. في وقت سابق من هذا العام، تسارعت الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا عسكريًا، حيث استثمر الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في إنتاج الأسلحة المشتركة مع أوكرانيا، مستندًا إلى ما يراه تهديدًا من روسيا. هذه التوترات دفعت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التحذير من أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يستعدان لـ "حرب أوروبية جديدة"، مشيرًا إلى الجهود المتزايدة لبناء تحالفات بين فرنسا وبريطانيا من خلال تنسيق القوي النووي بين البلدين.

من خلال هذه المواقف المتباينة بين قادة بولندا والمجر، يظهر الصراع الأوروبي حول دعم أوكرانيا والموقف من روسيا في إطار من التوترات المتزايدة التي تهدد بتفجير الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي. بينما يستمر الصراع في أوكرانيا، تزداد المشاعر المناهضة للحرب بين شعوب بعض الدول الأوروبية، مما يعكس تحديًا كبيرًا للزعماء الأوروبيين في مساعيهم لتوحيد المواقف حول هذه القضية. وفيما يتعلق بمستقبل سياسة بولندا، سيكون من المثير للاهتمام متابعة ما إذا كان تاسك سيظل قادرًا على الحفاظ على موقفه المؤيد لأوكرانيا أم سيضطر إلى التكيف مع الرأي العام المتزايد في بولندا ضد استمرار الحرب.


المراسل آخر أخبار اليوم حول العالم و أبرز الأخبار العالمية والمحلية العاجلة من قلب الأحداث. المراسل العسكري : نحن نغطي التطورات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم، ونوفر محتوى موثوقًا ومحدثًا باستمرار يشمل أخبار الجيش، الأسلحة، العمليات العسكرية، النزاعات، الدفاع، والأمن القومي. إذا كنت من المهتمين بالشؤون العسكرية أو باحثًا عن مصدر موثوق للأخبار العسكرية والتحليلات الدفاعية، فإن "المراسل العسكري" هو وجهتك الأفضل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم