أدت مزاعم جديدة إلى إجبار شقيق الملك تشارلز على التخلي عن منصبه
 |
الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن ألقابه بعد فضيحة إبستين |
في يوم الجمعة، أعلن الأمير أندرو أنّه قرّر التخلّي عن استخدام كلّ ألقابه الملكية المتبقية، وذلك إثر تسريبات حديثة مقتبسة من مذكّرات ما بعد الوفاة لــ Virginia Giuffre، المرأة التي اتّهمته بالاعتداء الجنسي وربط هذه الاتّهامات بـ Jeffrey Epstein، الملياردير الأميركي الذي أُعتقل عام 2019 بتهم تتعلّق بتهريب قاصرات واستغلالهنّ جنسياً.
هذا القرار يُشكّل أحدث تداعيات هذه الفضيحة التي طالت ما يُعرف بـ «العائلة الملكية البريطانية» لسنوات.
ما الذي تغيّر؟
الأمير أندرو، الذي سبق وأن تنازل عن واجباته الملكية العامة، أعلن أنّه لن يستخدم ألقاباً مثل «دوق يورك» (Duke of York) أو رتبة الفارس الأعظم للصّليب الملكي لرتبة «الغرّار» (Order of the Garter)، وغيرها من الأوسمة الملكية التي مُنحت له.
رغم ذلك، فإنّه سيبقى يحمل لقب «أمير» (Prince)، نظراً لأنه وُلد ابناً للملكة الراحلة Queen Elizabeth II، مما يعني أنّ هذا اللقب لا يمكن سحبه بسهولة بموجب الأوضاع الحالية.
في بيان رسمي صادر عن القصر الملكي البريطاني (باكنغهام بالاس) قال فيه:
«لقد قرّرت، كما كنت دائماً، أن أضع واجبي تجاه عائلتي وبلدي في المقام الأوّل. لذا، لن أستخدم بعد الآن لقبي أو الأوسمة التي مُنحت لي.»
وأضاف أيضاً أنّه «ينفي بشكل قويّ الاتّهامات الموجّهة إليه».
لماذا جاء هذا القرار؟
موجة جديدة من التسريبات التي أعادتها إلى الضوء ذكرى مذكّرات Virginia Giuffre بعد وفاتها والتي تزعم فيها بأنّ الأمير أندرو رأى أنّ له «حقّاً» في إقامة علاقة جنسية معها عندما كانت في سنّ 17 عاماً، وجاءت هذه المذكرات بعد سنوات طويلة من الاتّهامات السابقة.
أيضاً، كشفت وسائل الإعلام البريطانية عن رسائل إلكترونية وبريد داخلي تشير إلى أنّ علاقات الأمير أندرو مع إيبستين استمرّت لفترة أطول أو بعمق أكبر مما كان معلناً سابقاً.
العائلة المالكة البريطانية رأت أنّ استمرار بروز هذه الاتّهامات وارتباطها باسمه يُمثّل إلهاءً أو تشتيتاً لعمل الملك الحالي King Charles III والعائلة الملكية ككلّ. ففي البيان: «الاستمرار في هذه الاتّهامات يشتت عن عمل جلالة الملك والعائلة الملكية».
 |
الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن ألقابه بعد فضيحة إبستين |
ماذا يعني من الناحية العملية؟
الأمير أندرو لن يستخدم لقب دوق يورك (Duke of York) بعد الآن في النشاطات العلنيّة، رغم أنّه تقنياً لا يزال يحتفظ به وفقاً لنظام الألقاب البريطانية (إسقاطه قد يتطلب تدخلاً برلمانياً أو قانوناً خاصاً).
كذلك سيتخلّى عن أوسمة مثل رتبة الفارس الأعظم في «Order of the Garter» وغيرها من المراتب الفاخرة.
الزوجة السابقة له، Sarah Ferguson، لن تستخدم أيضاً لقب «دوقة يورك» (Duchess of York) في المستقبل.
أما بناته من زواجه، Princess Beatrice و Princess Eugenie، فسيحتفظن بألقابهن كما هي، ولن تتأثر أوضاعهما مباشرة بهذا القرار.
خلفية موجزة للفضيحة
Jeffrey Epstein كان مليارديراً أميركيّاً يُتهم بإنشاء شبكة لاستغلال القاصرات جنسياً والاتجار بهنّ. اعتُقل عام 2019 بتهم ذات صلة، وتوفّي في السجن في حادثة اعتُبرت انتحاراً من قِبل السلطات الأميركية.
Virginia Giuffre هي واحدة من الناجيات اللاتي قدّمن ادّعاءات بأنّ الأمير أندرو أقام علاقة جنسية معها حين كانت قاصرة (17 عاماً) ضمن شبكة إيبستين. الأمير أندرو نفى الاتّهامات، إلا أنّه توصّل إلى تسوية خارج المحكمة في العام 2022 مع Giuffre، بمبلغ كبير غير معلَن.
الأمير أندرو سبق وأن انسحب من مهامّه الملكية عام 2019 بعد مقابلة شهيرة مع الـBBC تُعدّت من أكثر الأخطاء الإعلامية التي ارتكبتها العائلة الملكية، ثم في يناير 2022 سُحبت منه الألقاب العسكرية والوصايا الملكية
الدلالات والآثار
هذا القرار يعكس ضغطاً متزايداً من داخل العائلة الملكية والمجتمع البريطاني على الأمير أندرو بأن يبتعد كلياً عن واجهات الملكية، حفاظاً على صورة المؤسسة الملكية والمُلك نفسه.
من الناحية القانونية، رغم أنّه قرّر بنفسه التخلّي عن الألقاب، فإنّ سحبها رسمياً قد يتطلّب تشريعاً من البرلمان أو قانوناً خاصّاً، إذ إنّ اللقب «دوق يورك» لا يُلغى تلقائياً بمجرد القرار الشخصي.
من الناحية الرمزية، القرار يُعدّ نهاية تقريبية لمسار الأمير أندرو كعضو فاعل في العائلة الملكية، ويُثبّت أنّه لم يعد يُمثل المؤسسة ولا يُشارك في مهامها الرسمية.
هذا الحدث قد يُفتح الباب أمام نقاشات أوسع في بريطانيا حول كيفية التعامل مع أفراد العائلة الملكية المتورّطين في فضائح أخلاقية أو قانونية، وإمكانية سنّ قوانين جديدة لإسقاط الألقاب أو منع استخدامها من قبل من تُوجّه إليهم اتهامات خطيرة.
الأمير أندرو، الذي لطالما كان أحد أبرز الشخصيات الملكية البريطانية، قرّر التخلي عن استخدام ألقابه الملكية المتبقية بعد معركة شرسة من الاتّهامات والملاحقات الإعلامية والمجتمعية. بالرغم من أنه لا يزال يحمل لقب «أمير» بموجب وضعه كابن الملكة السابقة، فإن تخلّيه عن لقب «دوق يورك» وعن الأوسمة الكبيرة يُشكّل فعلياً تراجعاً كبيراً في دوره العام وقدرته على أن يكون شخصية عامة تمثّل العائلة الملكية.